Friday, February 15, 2013

الأسود يليق بك ، لا تليق بالمجتمع الذكوري



   لو علمت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي بأن  سياط أحكام آدم ستجلد عملها  الأدبي الأخير بلا رحمة ،لجعلت نهاية "طلآل" في روايتها "الأسود يليق بك" موجعة حقاً ، و للقنت من خلاله درساً لكل الرجال من بعده.
    طلال ، ذلك الرمز الصغير الذي صنعته الكاتبة في روايتها الآخيرة ، و التي لم تعجب كثيرين من الكتاب و النقاد و الصحفيين و الشعراء العرب ، و انتقدوها بطريقة قاسية بعض الشيء ، و وجهوا لها اتهامات غريبة نوعاً ما ، لدرجة أنهم أشعلوا حماس القراء و جعلوهم مصرين على شراء الرواية ليحكموا بأنفسهم على أسلوب الكاتبة أحلام و ليتأكدوا من أنه
تراجع حقاً وفقاً لما قرأوه من مقالات مختلفة حول هذه الرواية

  أول من فتح أبواب النيران على الكاتبة أحلام مستغانمي ، هو الروائي الجزائري سمير قسيمي ، بحيث أكد في صفحته على الـفيس بوك بأن الأسود يليق بك ليس رواية ، بل هو عبارة عن كتاب وضعته مراهقة لا تفرق بين الخاطرة و الرواية ، و قال" لقد صدمتني احلام من قبل بشطحتها "نسيان كوم" ولكنها بكتابها الأخير جعلتني أندم على الوقت والمال الذي بذلته فيما كتبته.. إذا كان ما كتبته رواية فدعوني أخبركم أنني بريء منها، لكنه الإعلام التجاري وأنصاف النقاد ومداحي الوهم والمتملقين وأصحاب المصالح من علي إلقاء اللوم عليهم، أما أحلام فحسبي الله فيك" ، فهل تستحق أحلام حقاً دعوة كتلك ، لعدم كفاءة روايتها في نظر "قسيمي"؟!

  لم يتم انتقاد أحلام من ابن بلدها فقط ، بل انتشر الأمر بين الكثيرين ، و منهم  الكاتب ابراهيم جابر ابراهيم الذي كتب في مقالته (توقيع الكتب بالروج الأحمر):"تلقي في الناس كلمة قصيرة قبل حفل التوقيع مليئة بالاخطاء النحوية، فتجعل القراء يتهامسون بصوت مسموع كيف لكاتبة هذه الروايات البليغة أن لا تستطيع إلقاء عشرة أسطر دون أخطاء بشعة" . لم يقم ابراهيم هنا على مهاجمة الأسود يليق بك فقط ، بل هاجم الكاتبة أحلام مستغانمي بعبارات كثيرة من خلال معرض الشارقة للكتاب ، لكنه في جملته السابقة نسي أن يوضح بأن البشري اذا كان نجم في احتقال كبير قد تتزحلق كلماته عن لسانه و تنصهر في عقله و ذلك لاضطراب نبضات قلبه من صعوبة الموقف الذي يغرق في محيطه.

  و أكد الكاتب ابراهيم في المقالة ذاتها بأنه لم يستسيغ قبلات الكاتبة على الصفحة الأولى من الكتاب ، بحيث قال:" لكن الذي لا يمكن تخيل ان تقوم به كاتبة، هو أن تخرج الروائية الشهيرة قلم احمر الشفاه من شنطتها وتصبغ شفتيها ثم تطبع قبلة على الورقة الاولى من الكتاب، لقرائها وقارئاتها!كانت تحمل القلم بيد، واحمر الشفاه بيد، وكلما وقّعت كتابين أو ثلاثة اضطرت لصبغ فمها من جديد!" ، و لكننا نعلم جيداً بأن الكاتب و الشاعر و الفنان ، يلبون حاجات الجمهور و ذلك لاكتساب محبتهم أكثر ، و كم من رجل و امرأة أصغوا لطلبات جماهيرهم لكسب ودهم ، و ما فعتله أحلام كان بناءاً على طلب الجمهور و هذا ما أكده الكاتب المتعجب ذاته :"وقالت في معرض الكلام الكثير الذي كانت تلقيه على الجمهور: إن هذه الظاهرة، تقصد التوقيع بالقبلات، بدأت معها في تونس، واستمرت لاحقاً لأن كل الجمهور صار يطلبها!" ، و اذا عُرف السبب يا ابراهيم بطل العجب!

  و قالت الكتابة أحلام أنها تعرضت لهجوم بعد كتابتها تعليق إنسانياً متضامناً مع الشعب السوري على صفحتها الخاصة على    موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، و أكَدت بأن الهجوم كان بسبب تدخلها بشؤون بلد ليس بلدها -على حد تعبير المهاجمين- ، و هذا ما يؤكد بأن الهجمات التي يمارسها البعض على أحلام لم تقتصر على عباراتها المتضمة رواياتها و كتبها ، بل على مشاعرها الانسانية الخاصة .

  و بعد ما ذكر آنفاً لم يعد سؤال الكاتبة منى حمزة مبهماً في مقالتها( "الأسود يليق بكِ" لـ أحلام مستغانمي: حكاية عشق مبهمة ) ، حول " ما جعل الكاتبة أحلام مستغانمي تمرر الخيانة في روايتها بدون عبارة حكيمة واحدة تقول بأن لا أبشع من الخيانة " و الجواب يقتصر بجملة واحدة مني الى الكاتبة و الى كل قراء الأسود يليق بك ، بأن أحلام ربما لم ترد اشعال الحرائق التي لم تنطفئ بعد بينها و بين آدم ، خصوصاً بعد كتابها الواقعي نوعاً ما "نسيان كوم" .. و خير أنها لم تعلق على أفعال"طلال" ، فها .هي بالرغم من عدم فعلها ، ذلك لم تسلم من ألسنة النقاد في مجتمعاتنا الذكورية