عدد الطلاب المتوافدون على المكتبات الورقية المدرسية تراجع بعد ظهور المكتبات الالكترونية البديلة
عمان-اربد- نيسان
صورة ارشيفية لمكتبة مدرسية |
تعد مكتبات المدارس المنبع الأساسي
للمعلومات التي يعتمد عليها الطالب أثناء دراسته ، بالاضافة الى أنها تعتبر
مصدر ثقافي مهم جداً بالنسبة للطلاب ، يعتمدون عليه في تثقيف أنفسهم بشتى أنواع المعارف
، لكن المكتبات المدرسية في وقتنا هـذا لم يعد لها الأهمية المسبقة ، و لم تعد تزار
من قبل الطلبة بشكل كبير ، بل أنه أصبح أمراً غريباً زيارة الطلاب للمكتبة و تراودهم
عليها .
وفي هذا السياق كشف تقرير أعدته نيسان بخصوص زيارة الطلاب للمكتبات المدرسية
بأنَ عدد الطلاب الزائرين لها في مدارس مختلفة في الأردن ، لا يزيد عن 12 طلاب أسبوعياً
في مدارس الأنوروا و مدارس الحكومة ، بينما تقل في المدارس الخاصة ، و بعض المدارس
لا تعتبر المكتبة فيها الا ديكور ، بحيث لا تفتح من قبل مسؤوليها الا عند الزيارات
الرسمية من قبل المشرفيين التربويين أو مديري التعليم على مستوى المنطقة، و البعض الآخر
لا يوجد فيه مكتبة لأسباب مختلفة. و تختلف الأسباب العائدة على تلك المشكلة ، و لا
تنسب فقط للطلاب و رغباتهم بل أيضاً للمسؤولين و الاداريين أنفسهم.
أسرار المسؤولين
باب مكتبة في أحد المدارس و بعد أن أقفل أثناء فترة الاستعارة المخصصة للطلاب |
أثناء تجوّل "نيسان" بين مدارس مختلفة في اربد و عمان ، التقت بقيميين و قيمات لمكتبات المدارس المتنوعة
، و في لقاء مع مسؤولة المكتبة الطلابية في أحد مدارس الأونوروا للايناث الكائنة في عمان ،
أفادت بأن اقبال الطالبات على المكتبة قليل جداً و أرجعت الأسباب الى الكتب الالكترونية
التي اجتاحت المواقع على الشبكة العنكبوتية ، بالاضافة التي تغير اهتمامات الطالبات
و تنوع هواياتهم.و لم يقتصر الأمر على مدارس تشغيل اللاجئين ، بل أن المدارس الحكومية تعاني من حمى انخفاض زوار المكتبة ، لأسباب مشابهة للتي ذكرت آنفاً ، و لأخرى كاهمال المسؤولين و قيمي المكتبات أنفسهم .
رحمة ، معلمة في مدرسة حكومية كائنة في العاصمة أيضاً ، أخبرت بأنَها لم ترَ يوماً المكتبة مفتوحة منذ أن تعينت في المدرسة كمعلمة لمادة الرياضيات
، و أرجعت الأسباب الى اهمال قيمة المكتبة ، و قالت بأنها انسانة غير مسؤولة و ليست
في المكان الصحيح .
لا يبدو الحال أفضل في المدارس الخاصة ، التي تمتص جيوب الآباء ، لتقدم التعليم الأفضل لأبنائهم ، فبعد مقابلة أحد منشئي المدارس الخاصة قال (م.ك) صاحب مدرسة خاصة في عمان ، بأن مدرسته
لا تحتوي مكتبة ، و خيار انشاء مسبح في المدرسة أهم من المكتبة ، فالسباحة عند
"الطبقة الراقية" أهم من المطالعة .، و هو يبحث دائماً عما يريحهم فقط.
و لم يختلف الحال في مدينة اربد
، فالطلاب يفضلون الكتاب الالكتروني عن الكتاب التقليدي ، بينما اهمال المسؤولين يقف
عائقاً أمام فتح المكتبات ، فالباب مغلق في وجه الطلاب ، لرغبة قيم المكتبة في الراحة ، و استنشاق هواء المروحة النقي ، بغض النظر عن نقاء صورته التي يعكسها كتربوي أولاً و كعامل مخلص لمسؤولياته ثانياً.
رحمة ، معلمة في مدرسة حكومية كائنة في العاصمة أيضاً ، أخبرت بأنَها لم ترَ يوماً المكتبة مفتوحة منذ أن تعينت في المدرسة كمعلمة لمادة الرياضيات ، و أرجعت الأسباب الى اهمال قيمة المكتبة ، و قالت بأنها انسانة غير مسؤولة و ليست في المكان الصحيح .
لا يبدو الحال أفضل في المدارس الخاصة ، التي تمتص جيوب الآباء ، لتقدم التعليم الأفضل لأبنائهم ، فبعد مقابلة أحد منشئي المدارس الخاصة قال (م.ك) صاحب مدرسة خاصة في عمان ، بأن مدرسته لا تحتوي مكتبة ، و خيار انشاء مسبح في المدرسة أهم من المكتبة ، فالسباحة عند "الطبقة الراقية" أهم من المطالعة .، و هو يبحث دائماً عما يريحهم فقط.
استعارات الطلاب
بعض المدارس خصصت جداول معينة لاستعارة الصفوف المختلفة ، بحيث تم تقسيم أيام الأسبوع على عدد الصفوف ، مما اعتبره الطلاب عامل مشجع لجذبهم ، فوقت "الفرصة" قليل جداً ، و ان غاب التنسيق ، فسوف يعجز الطلاب عن الاستعارة .
و في مدارس أخرى غاب التنظيم ، مما أدى الى غياب الطلاب خوفاً من تأخرهم على حصصهم الصفية ، أو اختناقهم من فوضى المكان الـذي قد يعج بمن هب و دب ، ليس للاستعارة فقط بل لفضول تقليب صفحات الكتب.
أما بالنسبة لنوعية الكتب التي يقوم الطلاب باستعارتها ، فمختلفة. منهم من يفضل الكتب المساندة لمناهجهم ، و الآخرين يفضلون دواوين الأشعار و مجموعات القصص القصيرة ، خصوصاً أولئك الـذين ينصهرون في بوتقة مراهقتهم.
و أخبر بعض الطلاب المبدعين ثقافياً لصحيفة نيسان ، بأنهم يفضلون الاختباء في ملجأ المكتبة ، للهرب من أوقات فراغاتهم التي قد تطفئ فتيلة حماساتهم ، ان قضوها مع الرفاق ، فيجدو في الكتاب رافداً أساسياً لدعم مواهبهم الكتابية ، لكنهم لا يحبذون زبيارة المكتبة المدرسية ، فهي اما دائمة الاغلاق أو قليلة التنوع. فها هو الطالب أحمد علاء يقول:" أجد نفسي بين الكتب ، لكنني لا أجد المكتبة مفتوحة دائماً".
و على اختلاف المراحل العمرية و الهوايات لدى الطلاب، الا أنهم أصبحوا يفضلون الكتاب الالكتروني أكثر من الورقي ، حتى و ان توفرت لهم فرص جيدة للاستعارة ، بحيث أنهم يجدون متعة في القراءة الاكترونية ملونة الصفحات و سريعة التحكم و التنقل بين ثناياها.
تنسيق و تنظيم لمكتبة طلابية |
اختصاصات متبخرة
و فيما يتعلق بتعيين قيمي المكتبات المدرسية ، فلا يتبع نظام معين ، ففي مدارس الأونوروا و المدارس الخاصة أي معلم يمتلك مهارة التعامل مع الكتب ، يستطيع أن يصبح قيم مكتبة ، في حين يبدو الأمر أكثر تنظيماً في المدارس الحكومية ، بحيث لا يتم تعيين قيمي المكتبة ، الا من خلال شهاداتهم المتوج على رأسها تخصص "ادارة مكتبات" أو ما شابه ذبك.
بينما أخبرت أخرى في أحد المدارس التابعة لتشغيل اللاجئيين ، بأن قيم أو قيمة المكتبة يكتفي أن يكون هاوٍ ، و ان كان معلم علوم.
القراءة كنز لا يفنى
بالرغم من كل التحديات التي يواجهها الكتاب في وقتنا الحالي ، الا أن الكتاب
يبقى كنز لا يفنى ، لذا قدمت حنان ، قيمة مكتبة في أحد المدارس الثانوية ، اقتراحات
على مدى عملها الطويل في المدرسة التي تعمل بها حالياً ، و قد شملت عدة نواحي ،
كمحاولة عمل مسابقات تشجع القراءة و توعية الأهالي عن طريق الندوات لمساعدة المدرسة على تبيان أهمية القراءة للطلاب .
جزء من الكتب المعروضة للاستعارة في أحد المكتباتالتابعة لمدارس الأونوروا |
و من هنا يبقى مصير الكتب الورقية على حافة الهاوية ، ففي المكتبات المدرسية
لم يبقَ للكتب نكهتها ، و انصهرت رغبة الطلاب القرائية في بوتقة مزاجات المسؤولين ،
و تبخر الحبر المنقوش في الكتب ، فهل سيبقى الحال كما هو الى أن يندثر الكتاب في غبار
الشبكة العنكبوتية؟!..