Thursday, May 23, 2013

تقرير عرض شخصية : الفنانة هند الجرمي لمسـآت شبابية و ألوآن ملئى بالحياة


نيسـان- انوار شحاده

احدى لوحات الفنانة هند الجرمي



  هنا في أحد أحياء العاصمة عمان ، يختبئ بيت تحت مسجد معروف باسمه ، تفوح من أركانه رائحة الابداع ، لوحات آسرة باتقانها ، و ألوآن تأخذك الى عالم آخر ، تلجأ اليها بلا وعي ، حاملًا معك حقيبة كلثومية بألحان سنباطية ، و ريشة ، وأفكار رامبرانتية .. أجل أنه منزل الفنانة التشكيلية هند الجرمي ، ابنة العلامة المشهور د.ابراهيم الجرمي ، ذلك الرجل الذي أخذ بيد مبدعته الصغيرة ، و اشترى لها ألوانًا و دفاتر رسم ، لتوصل الخطوط ببعضها و نتوه نحن في دوامة جمالية بداياتها رائعة كبدايات الحب ، و نهايتها كأفلاطونيات تبقى بروحها و ان وصلت للختام .
 هند ، ياسمينة في بستان يزدان فيه آلاف الشباب ، الا أن ما يميزها حقًا أنها ياسمينة نبتت في الخريف ، استظلت من فيء العقبات مآ حماها من نيران المستحيل ، و ها هي الآن في ربيعها العشرين ، و قد حققت ما عجز الكثيرون عن تحقيقه و الوصول اليه .

الدين و الفن  
 وُلِدت هند في أسرة متدينة و محافظة الى حد ما ، والدها حافظ و قارئ للقرآن الكريم ، و مقدم  لبرامج دينية ، و أمها معلمة  في احدى المدارس القاطنة في عمان . لم يكن أهلها من المتدينيين المتطرفين ، بل كانوا واعيين تمامًا لمدى أهمية  دعم موهبة الطفل و مساعدته على تحقيق أحلامه ، فلم يسيروا ابنتهم يومًا كما أرادوا ، و لم يقتلوا حس الفن فيها ،و اعتبروا ذلك جريمة بحق الطفل ، و محو لشخصيته. فوالدا هند كانا الداعم الأساسي لموهبتها ، فمن خلال دفاتر رسم و أقلام تلوين و كلمات تشجيعية  ، خلقوا فنانة متميزة .
  لم تذكر هند متى بدأت بالرسم ، فكل ما تذكره أنها كانت ترسم ، لم تعهد أصابعها يوماً بلا قلم  رصاص تتموج من رأسه خيوط حياة ، فمنذ بداية ادراكها لمجريات الأحداث و سلسلة الوقائع ، شهدت نفسها ترسم الوجوه التي حولها ، فهي مأخوذة حتى الان بالطبيعة الانسانية ، و تفاصيل الخلق الرباني للجسد و خصوصاُ الوجه و قسماته ، و معالمه التي تعكس ابداع الخالق .

مشجعات و محبطات
  تعتبر المدرسة بمثابة البيت الثاني للطالب ، فالأم في البيت لها نظير في المدرسة ،  تشجع و تغذي مواهب ابنائها بالكلمة الطيبة ، الا أن الأم لا تستغل أبناءها ، على عكس بعض المعلمات اللاتي لا يمثلن الا أنفسهن ، و اللاتي كنَ مثالا للاستغلال بكل معنى الكلمة ، فقد كنَ يطلبن منها رسم لوحات لاولادهنَ ، و ادارج اسمائهم تحتها بلا شكر حتى و لا تقدير ، و لأن المعلمة كانت كالأم ، و لأن الاعتراض جريمة في دساتير المعلمات ، لم تقل هند يوماً لطلباتهن الا "على الرحب و السعة"!  .و كما وُجدَ الطالح وُجد الصالح  ، فبعض المعلمات ساعدنَ هند ، و قدرن مسؤوليتهن كحاملات رسائل ، و رشحنها لمسابقات مدرسية ، كان أهمها مسابقة اليونيسيف التي شاركت بها فنانتنا و حصلت على المركز الأول على مستوى مدارس المملكة.

لوحة للفنانة هند الجرمي تعكس من خلالها معالمها



الجامعة ..سحابة حملتها نحو الأعالي
  كبرت هند ، و كبرت أحلامها معها ، لم تشترك بمسابقات أخرى غير المدرسية ، و قررت أن تجعل الرسم جزءًا من حياتها الشخصية ، فكان الرسم  يكرس لحظات فرحها و شجنها ، و اعتبرته وسيلة للتعبير عما بداخلها ، و لم تعتبره غاية عنوانها الشهرة أو النقود أو غير ذلك ، فبعد انتهائها من مرحلة الثانوية قررت دخول الجامعة الأردنية بتخصص الفنون التشكيلية ، الذي لم تكن تعلم بوجوده لولا أختها التي كانت طالبة في تلك الجامعة ، و قبل تجاوزها مرحلة التوجيهي الى كلية الفنون ، و اصطحبت معها أعمالها الفنية ، وقتئذ أعجبت بأسلوب أساتذتها و طريقة تقييمهم لأعمالها و طلبوا منها أن تدرس في كليتهم  و أن تتخصص في الفنون التشكيلية ، و أحبت الفكرة التي لم تزر بالها قبل ذاك اليوم ، و شعرت أنها ستجد نفسها في ذاك المكان . و الآن يراها أساتذتها الجامعيين من أكثر الطلاب المتميزيين ، و يهتموا بها و يشجعونها بشكل كبير ، و يتمنوا أن تنضم الى الهيئة التدريسية بعد تخرجها لتميزها ، فبكلامهم و أفعالهم سارعوا خطواتها نحو النجاح.
و تفتخر هند بأساتذتها كما يفتخروا بها ، فهي تعتبرهم كنز لا يفنى ، كما يعتبرونها ، و خصوصاً الفنان عزيز عمورة ، الذي يعتبر من أعظم مدرسي الفنون على مستوى المملكة.

أوسمة بشرية
  هند، ليست محبوبة من قبل أساتذتها الجامعيين فقط ، فبعد الاستماع الى مديحهم و فخرهم بها ، قمنا بالاستماع الى زملائها و زميلاتها ، اللذين أثنوا على حسها الفني ، و وصفها البعض بالمتميزة حقاً و بالعبقرية . و بعد الرجوع قليلاً الى أيام الدراسة الثانوية ، هطلت غيمة مديح معلمة الفنون لهند آنذاك منال جبر ، بحيث كانت تتوقع لها مستقبل باهر جداً لعبقريتها في مجال الرسم .

لوحة للفنانة هند الجرمي 


النجاح ثمرة الجهد
 لم تكن هند مخطئة بتقديرها للجامعة الأردنية كمكان تحقق فيه طموحاتها ، فبعد دخولها الجامعة شاركت بمعرضين مخصصين للطلاب الخريجين ، الا أن تفوقها وابداعها دفع أساتذتها الى اختيارها لعرض لوحاتها الفنية في جالاري "نبض" في جبل عمان بمعرضيه ، و قد افتتح الأول الأمير حسن والآخر الأميرة ثروت ، و اعتبر المعرضان متميزان بما حملاه من لوحات رائعة، مما أعطى دافع كبير للفنانة هند بعد أن تألقت في أول تجربة لها .
و لها مساهمات تطوعية كتلك التي قامت بها قبل أشهر ، فقد نثرت لمساتها على جدران مستشفى الفحيص ، ما قد يهدأ نفسية المرضى .

الطموح نبض حتى آخر رمق
  لا تخشى هند من الغد ، فهي واثقة الخطى ، و تعتبر أحد مقومات النجاح هو تجاهل انتقادات الآخرين غير البناءة  و مراقبتهم لخطاها المتثاقلة في المجال الذي تبدع به ، و هي لم تشعر يوماً أنها ترسم لتحقق غاية محددة بقدر ما تشعر أنها ترسم لعشقها لذلك الفن و تجذره في أعماقها منذ نعومة أظفارها ، فالتفكير الكثير في المستقبل يأرقها و يمنعها عن الاستمتاع  بلوحاتها ، و قد يقلل من مدى انجازها ، الا انها - و بعد تجاوزها 3 سنوات من المرحلة الجامعية - ، تخطط بجدية لاكمال دراستها في ايطاليا ، موطن الفنانين التكشيليين و الزهرة التي يفوح من أوراقها عبق الابداع.

للفن أجواء "سآحرة"
 لا يتطلب الرسم من هند سوى الاستوديو الهادئ المستلقي في أحد أركان بيتها ، و موسيقى للسنباطي أو دندنات لبليغ حمدي ، و كلمات لأم كلثوم و صمت ، فتعتبر الموسيقى العربية بالنسبة الى هند، الملهم الرئيسي للروح ، الموسيقى و الرسم فنان متكالملان لا يمكن فصلهما ، حالهما كحال بقية الفنون ، فالمسرح و السينما و النحت و سائر الفنون الأخرى تعتبر حلقة واحدة مكملة لبعضها ، و ان لم تجربها شخصياً بأكملها ، الا أنها متابعة جيدة لها.
و لا تعتبر الموسيقى الملهم الوحيد لهند الجرمي ، بل هناك فنان يلهمها بتفاصيل لوحاته المرهقة ، و تعتبره عرابها الروحي في الرسم ألا وهو رامبرانت ، فهي تغرق بتفاصيل لوحاته الجمالية.

 محطات ابداع هند الجرمي
  تركز هند في لوحاتها على بؤر الطبيعة الانسانية أكثر من أي شيء آخر ، فهي تعشق رسم الجسد الانساني و خصوصاً الوجه و قسماته ، و  نلحظ أن قسمات وجهها تحتل جزءاً لا بئس به من لوحاتها، بحيث تستطيع أن ترى هيأتها و ملامحها المجسدة في فنها ، و قد تجد التطورات الملحوظة على شكلها منذ أن رأته بالمرآة للمرة الأولى حتى المرة الأخيرة.
 و تحب الجرمي فن النحت و تعتبره عالم بحد ذاته ، و تعتقد أن من يتقنه يتميز بابداعه و رؤيته العميقة لبواطن التفاصيل.


وستبقى حقولنا العربية مزدانة بزهور التوليب و الكادي و الأوركيد ، ليس فقط الياسمين ، لكن علينا ألا ننسى أن تلك الزهور تحتاج الى الرعاية و السقاية لتنمو وتكبر .

ابتداء العد التنازلي لمسرحية شرود

نيسان-عمان
صورة من مسرحية عن الموت و العذراء
ابتدا العد التنازلي لعرض مسرحية تدعى "شرود" ، و التي سيتم تقديمها في السادس و العشرين من الشهر الجاري ،بحيث ستضم نخبة من الممثلين الشباب و الذين سبق لهم و أن شاركوا في مسرحيات عديدة ، و تألقوا في توصيل رسائلهم . و سيبتدأ العرض الساعة السادسة مساءًا في مسرح أسامة المشني ، الكائن في جبل اللويبدة مقابل دوار باريس في عمان.

و أخذت فكرة شرود من مسرحية عن الموت و العـذراء للكاتب ارييل دورفمان ، و هي برعاية الفنان الدكتور كرام النمري، عميد كلية  الفنون و التصميم في الجامعة الأردنية .

و سيشارك في العرض المثنى القواسمه ، نيروز العجلوني ، يزن أبو سليم ، توفيق زغول ، نتالي سعسع ، مجد عفيفي ، محمد الادريسي ، سائد منصور ، محمد العشا ، ليث العرينات ، شريف دعنا ، يزيد العتوم .

 و تضم المسرحية كادر عمل شبابي ،  فهي من اعداد و اخراج الشاب عبدالله الجريان ، و المصممين و المنفذين و الموسيقيين ، كلهم من فئة الشباب ، و هم من قسم الفنون المسرحية في الجامعة الاردنية.


Friday, May 17, 2013

مقال : مطلوب العرب !

نيسان-انوار شحاده

أثناء تجوالي في أحد شوارع العاصمة ، رأيت بوسترات و صور أحد مشتركي برنامج Arab Idol محبوب العرب فتيات و شبان يحملون صوره ، و أطفال يحملون شعارات مختلفة ، "محمد عساف بطلنا !" و "صاروخ غزة عساف"  و ما الى ذلك من هتافات مكتوبة ، ابتسمت و أمضيت طريقي ، لكن لفت انتباهي أقوال متناثرة هنا و هناك من ماري طريق ، و توقفت لأسمع فضولًا لا تجسسًا ، فكان منها "مكيفيين عليه ، شوف بلدو بشو و هو بشو" .. "مفكرين الله رح ينصرو ، غزة بتموت و هو بغني" ..وينك يا حماس عن عساف" .. كل هذه الأقوال و غيرها فجرت عندي حمى السؤال ، هل عساف اسرائيلي؟   أم أنه كافر؟!       


 حقيقةً أنا لم أعتد أن أتابع هذا البرنامج ، و لكنني بعد ابتدائه بفترة ، و كلام الناس عن المتسابق محمد عساف ،  دفعني للبحث عنه عبر الـ  YouTube ، وحقاً لديه صوت طربي حساس ، حاله كحال متسابقين أخرين في هذا البرنامج، كفرح يوسف و عبد الكريم حمدان و أحمد جمال . في قولي هذا لا أقدم حملة دعائية للتصويت للمتسابق هذا أو ذاك ، لكنني أفكر بطريقة جدية بما قاله أولئك مع احترامي لرأيهم ، الا أنني أتساءل ألا يحق للعربي أن يحلم و يحاول تحقيق أحلامه ؟ أليس بشراًمن احاسيس ؟ ألا يحق له أن يهرب من سلسلة الحروب الفظيعة التي شهدها طيلة حياته ؟ كل هذه الاستفهامات و غيرها تستحق التأمل بها قليلاً  ، و لا ينطبق الأمر على الفلسطيني عساف ، بل على السوريين فرح و عبد الكريم و عن الوضع السوري القائم ، الذي لا يؤهلهما للغناء!

لم تكن أحلام عساف و انتقاله من غزة الى مصر للاشتراك في البرنامج عبثًا و مضيعةً للوقت ، فالاصرار على التألق و النجاح متقدان من عينيه و عمل على صوته كثيرًا ليصل الى ما هو عليه الآن ، و أظن أنه سيفعل المزيد ليحصل على لقب محبوب العرب ، حاله كحال الكثيرين من المطربين العرب ، الذين نسمعهم عندما نحتاج الى تفجر ملكات الاحساس لدينا ، و بعد انتهائنا من أكوام الحنين و الحب المتراكمة ، نشتمهم لحرمة ما يدندنون به و ننسى أننا كنا نهز رؤسنا طربًا بما نسمع قبل حين!

ما يثير السخرية حقًا ليس اشتراك عساف في برنامج محبوب العرب ، بل أقوال و أفعال بعض السياسيين الفلسطينيين ، كسلام فياض الذي دعا الى توحيد الصف الفلسطيني للتصويت لعساف ، الأمر الذي جعل كل من يقرأ نداءه الفيسبوكي يضحك من أعماقه و يقول أين كان توحيد الصف منذ ظهور معالم التفرقة الحزبية و السياسية بين الفلسطينيين. و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل قام الرئيس محمود عباس بتقديم دعمه لعساف ، بينما رفض مقابلة والدة الأسير الفلسطيني سامر العيساوي و طلب منها أن تطلب من ابنها أن يوقف الاضراب عن الطعام !


يحتاج العربي الى طائرة فرح ، تنقله الى محطات راحة من العذاب النفسي و التوترات و الحروب المدمرة التي يعيشها كل يوم ، فلا تستكثروا عليه أياً كان بلده أو موطنه .

Tuesday, May 14, 2013

أدباء أردنييون معاصرون "محود الريماوي"

الكاتب محمود الريماوي لنيسـآن : " الكلمات تولد عند الانسان نزعة تأملية ، كل كاتب يشعر منذ البداية أن قدره أن يصبح كاتب ، فيقرأ و بتأمل ، فالكاتب بلا قراءة لن يصبح كاتباً ، و بدون جَلَد كذلك لن يصبح كاتباً "



   قد يولد الانسان من بطن الحسرة و الألم ، و قد تتوالى النكبات و النكسات في حياته ، مما يعتبر المسبب الرئيسي لتكوين شخصية المبدع الـذي يستطيع تجاوز كل انكساراته ، ليبتكر . الا أن حال ضيفنا يختلف اليوم ، فعام النكبة الكبرى يتجلى في تاريخ مولده ، و عام النكسة يتجلى في تارخ انتقاله الى الأردن ، و ابداعه بما يقدم لنا من أعمال خالدة ، تطهر بنبلها قلوبنا من شقاء ما نعانيه يوميا كعرب من مشاق .. منذ 1948 الى الآن  .
  محمود الريماوي ، ضيف نيسان ، و الذي ولد في شتاءِ 1948 ، و نزح بحروفه في صيف ال 67 ، توقفنا معاً في محطات متعددة ، و اشتقينا من تجاربه ما امتعنا و أفادنا.

الكاتب محمود الريماوي أثناء لقائه مع نيسان



الأهل ، عصاً تساندنا 

ابتدأ كاتبنا حديثه عن أهله ، الـذين كانوا الوسط الانساني و الروحي الذي أخذ باله منه وهيأه لاستلام الحياة ، فالبرغم من عدم وجود الكتب في بيته ،اعتمد محمود على ما كان أباه لطفي أحمد الريماوي يحضره من صحف بشكل يومي ، بحيث كان يسارع الى التقاط تلك الصحف عند عودة والده الى البيت ، و لطالما انكب على قراءة معظم ما فيها مركزاً على الزوايا الأدبية ، خصوصاً ما كان ينقشه الأديب لطفي ملحس و الأديبة نجوى قعوار فرح ، و قصص الرحلات المترجمة التي كانت تطرح في مجلة المختار، كل ذلك أوقظ الحس القرائي لدى كاتبنا.
   لم يكن والد محمود همزة الوصل بين الثقافة و محمود ، ففي النصف الثاني من الخمسينات ، و تحديداً في أريحا ابتدأت رحلته مع الأدب الغربي ، في مكتبة بيت جده الصغيرة بحيث قرأ البؤساء لفيكتور هوجو ، و في تلك المرحلة بدأ يكتشف نزعة التأمل ، بحيث كانت تتغذى من قراءاته الأولى



بدايات الابداع


  تلألأت عينا كاتبنا و قد تـذكر ما كان على مقاعد الدراسة حيثما ابدتأ ابداعه لم يكن عمره وقتها يتجاوز العشرة أعوام ، مسيرته بدأت في ما كان يسمى بـ "الصحف المسائية" ، فقد نشر الوجدانيات و الخواطر في صحيفة المساء و صحيفة الشعب.


لكل مبدع معين !

بعد مضي ثلاثة أعوام ، التقى محمود بعرابه الأدبي ، و هو الأديب و الناقد خليل السواحري رحمه الله ، و قد التفت الى ما يكتب  و أرسل له الرسائل ، و أبدى اهتمامه به  و شجعه ، و أسدى اليه نصيحة ثمينة حين كتب له  قائلاً : أن الوجدانيات و الخواطر لم تعد جنساً أدبياً و أنه يجد لديه ملامح قاص و دعاه ليجرب كتابة القصة  ، و بدأ يكتب القصص في جريدة المنار في القدس ، بحيث كتب باسمه و باسماء مستعارة.


الحياة بين خيال و واقع

  بدأ الريماوي بقراءة الأدب ، و التوهان مع جبران خليل جبران في عالم التأمل ، و أصبح ينقطع تدريجياً عن الناس شاردا بعالمه الخاص ، فجبران ملك التأمل ، و سرق كاتبنا معه في دوامة الخيال.
 انتهت المرحلة المدرسية ، و انتقل كاتبنا الى الجامعة ، ليدرس لمدة عامين لغة عربية و أدابها ، ثم ترك الدراسة لظروف خاصة  لم يوضحها و أكمل مشواره الأدبي ، و هنا ارتطم بعتبة الواقع التي لم تمكنه من ايتكمال دراسته.


العمل الصحفي


بعد نزوح الريماوي الى الأردن وقت النكسة ، بدأ في الكتابة في مجلة الآداب البيروتية  لصاحبها سهير ادريس، و كانت حينذاك ورقية ، ثم تحولت الى الكترونية، و عمل في مجال الصحافة  تحريراً و كتابةً ، و كان صديق الكاتب المرحوم غسان كنفاني ،و عمل معه لفترة ، ثم عمل في مجلة الهدف في الكويت و مع صحيفة الوطن الكويتية .
 بالرغم من أن عملية تحرير الأخبار شاقة و متعبة  و تحتاج الى الملكة  اللغوية، الا أنها عملية ابداعية ، و تعتبر جريدة السجل أول جريدة أردنية يعمل بها  الريماوي ، أما بالنسبة الى أول مجموعة قصصية نشرها كانت "العرى في صحراء ليلية" في بغداد.

الانسان الكاتب

و أثناء محاورته مع نيسان ، أوضح الريماوي أن الكاتب لا يظهر في حياة الانسان منـذ ولادته، فهو جذبته الكلمات كما لو أنها كائنات حية و تخيلها تتحرك و فيها اشعاع و كأنها شيء حي ، الكلمات تولد عند الانسان نزعة تأملية ، كل كاتب يشعر منذ البداية أن قدره أن يصبح كاتب ، فيقرأ و بتأمل ، فالكاتب بلا قراءة لن يصبح كاتباً ، و بدون جَلَد كذلك لن يصبح كاتباً ، بحيث عليه أن يستمع الى انتقادات الآخرين و أن يكون متطلب و طموح ، متشدد و قاسي على نفسه فيما يكتب ، فان لم بفعل ذلك لن تتحقق طموحاته. الا أن الانسان يجب لا يصل الى مرحلة الرضى عن نفسه ، ربما يصل الى مرحلة يدرك بها أسرار اللعبة  و يصبح أكثر خبرة في حقله ، و المبدع بحاجة الى وقت طويل لتتبلور شخصيته ، الا أنه حقيقة لا يصل الى شيء .


أوقات فراغ

لا يجد محمود وقت فراغ ، فعندما تترك أنامله الكتابة ينشغل في القراءة ،غهو يؤكد أن قراءة الكاتب تختلف عن قراءة الانسان العادي ، فالكاتب عليه أن يحلل و يمعن في بناءات العمل الأدبي ، ليرى ما لا يراه القارئ العادي.


 قاب قوسين ، أول صحيفة الكترونية أردنية

  الفضاء الالكتروني هو قدر الصحافة ، و لأن محمود قدر ذلك ، أنشأ قاب قوسين بعد تشجيع من أولاده ، و تعتبر قاب قوسين أول صحيفة الكترونية ،وقد صدرت لأول مرة يوم 10/10/2010وأنه كان من دوافع الإصدارعنده ملء الفراغ بعد التقاعد، وذلك لغياب أي منبر ثقافي الكتروني في الأردن آنذاك.
   و يعتبر الريماوي الصحيفة الالكترونية ذات كلفة أقل من الورقية و تصل الى أكبر عدد ممكن من القراء ، الا أنها تتطلب منه مجهود كبير ، للاشراف عى المواد المطروحة وتدقيقها .
 و قد اختار اسم قاب قوسين لاعطاء الحرية للقارئ ، بحيث أن القارئ لن يكون عنده أي فكرة مسبقة عن العنوان الذي لا يرتبط بأي خلفية
.


حروفه الورقية

و سلسلة مؤلفات الكاتب محمود الريماوي تشمل ما يلي :
العرى في صحراء ليلته (قصص قصيرة) وزارة الثقافة والإعلام بغداد 1972.
الجرح الشمالي (قصص قصيرة) د. ابن رشد، بيروت، 1980.
كوكب تفاح وأملاح (قصص قصيرة) دار الكرمل، عمان 1987.
ضرب بطيء على طبل صغير (قصص قصيرة) دار الثقافة الجديدة، القاهرة 1990.
غرباء (قصص) وزارة الثقافة/ عمان 1993.
أخوة وحيدون (نصوص) دارأزمنة، عمان، 1995.
لقطار (قصص قصيرة) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، عمان 1996.
كل ما في الأمر (نصوص) دار الأزمنة، عمان، 2000.
شمل العائلة (قصص قصيرة) المجلس الأعلى للثقافة والفنون، القاهرة، 2000.
الاعمال القصصية الكاملة (وزارة الثقافة، عمان، 2002.
لقاء لم يتم (مختار قصصية) أمانة عمان الكبرى، 2002.
اضافة الى عودة عرار و هي روايته الجديدة و المعتبرة ثمرة مشروع التفرغ الأدبي و لم تنشر بعد في الأسواق.



و هنا تنتهي حروفنا التي نثرها الكاتب محمود الريماوي باهداءات قدمها الى القراء ..
 القارئ العربي : "أتمنى أن تكون شبيهاً للقارئ في الدول المتقدمة الـ
ذي يقضي وقته بالقراءة حتى في السفر "



الرجل العربي:"رجولتك تصبح منقوصة حين يكون حلمك استعباد النساء أو النظر اليهم نظرة دونية".

 الصحفيين: "الصحافة مهنة البحث من الحقيقة ، عليك أن تمارس الدقة".

Sunday, May 12, 2013

Monday, May 6, 2013

ملتقى فيلاديلفيا الثاني للقصاصين الشباب يبدأ غداً



نيسان - الرأي
صورة من ملتقى فيلاديلفيا الأول للقصاصين الشباب
  تبدأ غداً الأربعاء فعاليات ملتقى فيلاديلفيا الثاني للقصاصين الشباب ، بمشاركة عدد من القصاصين الأردنيين من جيل الشباب ، بحيث سيقوم بعض النقاد والقصاصين الأردنيين بالمشاركة في الفعاليات المخصصة في الملتقى ، و ضمن القادمين الناقد محمد عبيدالله الذي سيقدم رؤية نقدية حول مفهوم و تاريخ و خصائص القصة القصيرة ، لمساعدة الشباب في معرفة النوع الأدبي الـذي يرغبون الكتابة به. 

 و ستشمل الفعاليات أيضاً ورشة تدريبية يشرف عليها القاص هاشم غرايبة و الفاصة سامية عطعوط، مما يتيح فرصة للقاصين الشباب في اكتساب خبرة في مجال القصة و الاندماج في تجارب الكتاب.
و سيقوم مجموعة مختارة من المشتركين بقراءة قصصهم خلال جلسات يديرها د.عز الدين المناصرة و يعقب عليها د.حسن عليان.




الخبر الأصلي :