Tuesday, May 14, 2013

أدباء أردنييون معاصرون "محود الريماوي"

الكاتب محمود الريماوي لنيسـآن : " الكلمات تولد عند الانسان نزعة تأملية ، كل كاتب يشعر منذ البداية أن قدره أن يصبح كاتب ، فيقرأ و بتأمل ، فالكاتب بلا قراءة لن يصبح كاتباً ، و بدون جَلَد كذلك لن يصبح كاتباً "



   قد يولد الانسان من بطن الحسرة و الألم ، و قد تتوالى النكبات و النكسات في حياته ، مما يعتبر المسبب الرئيسي لتكوين شخصية المبدع الـذي يستطيع تجاوز كل انكساراته ، ليبتكر . الا أن حال ضيفنا يختلف اليوم ، فعام النكبة الكبرى يتجلى في تاريخ مولده ، و عام النكسة يتجلى في تارخ انتقاله الى الأردن ، و ابداعه بما يقدم لنا من أعمال خالدة ، تطهر بنبلها قلوبنا من شقاء ما نعانيه يوميا كعرب من مشاق .. منذ 1948 الى الآن  .
  محمود الريماوي ، ضيف نيسان ، و الذي ولد في شتاءِ 1948 ، و نزح بحروفه في صيف ال 67 ، توقفنا معاً في محطات متعددة ، و اشتقينا من تجاربه ما امتعنا و أفادنا.

الكاتب محمود الريماوي أثناء لقائه مع نيسان



الأهل ، عصاً تساندنا 

ابتدأ كاتبنا حديثه عن أهله ، الـذين كانوا الوسط الانساني و الروحي الذي أخذ باله منه وهيأه لاستلام الحياة ، فالبرغم من عدم وجود الكتب في بيته ،اعتمد محمود على ما كان أباه لطفي أحمد الريماوي يحضره من صحف بشكل يومي ، بحيث كان يسارع الى التقاط تلك الصحف عند عودة والده الى البيت ، و لطالما انكب على قراءة معظم ما فيها مركزاً على الزوايا الأدبية ، خصوصاً ما كان ينقشه الأديب لطفي ملحس و الأديبة نجوى قعوار فرح ، و قصص الرحلات المترجمة التي كانت تطرح في مجلة المختار، كل ذلك أوقظ الحس القرائي لدى كاتبنا.
   لم يكن والد محمود همزة الوصل بين الثقافة و محمود ، ففي النصف الثاني من الخمسينات ، و تحديداً في أريحا ابتدأت رحلته مع الأدب الغربي ، في مكتبة بيت جده الصغيرة بحيث قرأ البؤساء لفيكتور هوجو ، و في تلك المرحلة بدأ يكتشف نزعة التأمل ، بحيث كانت تتغذى من قراءاته الأولى



بدايات الابداع


  تلألأت عينا كاتبنا و قد تـذكر ما كان على مقاعد الدراسة حيثما ابدتأ ابداعه لم يكن عمره وقتها يتجاوز العشرة أعوام ، مسيرته بدأت في ما كان يسمى بـ "الصحف المسائية" ، فقد نشر الوجدانيات و الخواطر في صحيفة المساء و صحيفة الشعب.


لكل مبدع معين !

بعد مضي ثلاثة أعوام ، التقى محمود بعرابه الأدبي ، و هو الأديب و الناقد خليل السواحري رحمه الله ، و قد التفت الى ما يكتب  و أرسل له الرسائل ، و أبدى اهتمامه به  و شجعه ، و أسدى اليه نصيحة ثمينة حين كتب له  قائلاً : أن الوجدانيات و الخواطر لم تعد جنساً أدبياً و أنه يجد لديه ملامح قاص و دعاه ليجرب كتابة القصة  ، و بدأ يكتب القصص في جريدة المنار في القدس ، بحيث كتب باسمه و باسماء مستعارة.


الحياة بين خيال و واقع

  بدأ الريماوي بقراءة الأدب ، و التوهان مع جبران خليل جبران في عالم التأمل ، و أصبح ينقطع تدريجياً عن الناس شاردا بعالمه الخاص ، فجبران ملك التأمل ، و سرق كاتبنا معه في دوامة الخيال.
 انتهت المرحلة المدرسية ، و انتقل كاتبنا الى الجامعة ، ليدرس لمدة عامين لغة عربية و أدابها ، ثم ترك الدراسة لظروف خاصة  لم يوضحها و أكمل مشواره الأدبي ، و هنا ارتطم بعتبة الواقع التي لم تمكنه من ايتكمال دراسته.


العمل الصحفي


بعد نزوح الريماوي الى الأردن وقت النكسة ، بدأ في الكتابة في مجلة الآداب البيروتية  لصاحبها سهير ادريس، و كانت حينذاك ورقية ، ثم تحولت الى الكترونية، و عمل في مجال الصحافة  تحريراً و كتابةً ، و كان صديق الكاتب المرحوم غسان كنفاني ،و عمل معه لفترة ، ثم عمل في مجلة الهدف في الكويت و مع صحيفة الوطن الكويتية .
 بالرغم من أن عملية تحرير الأخبار شاقة و متعبة  و تحتاج الى الملكة  اللغوية، الا أنها عملية ابداعية ، و تعتبر جريدة السجل أول جريدة أردنية يعمل بها  الريماوي ، أما بالنسبة الى أول مجموعة قصصية نشرها كانت "العرى في صحراء ليلية" في بغداد.

الانسان الكاتب

و أثناء محاورته مع نيسان ، أوضح الريماوي أن الكاتب لا يظهر في حياة الانسان منـذ ولادته، فهو جذبته الكلمات كما لو أنها كائنات حية و تخيلها تتحرك و فيها اشعاع و كأنها شيء حي ، الكلمات تولد عند الانسان نزعة تأملية ، كل كاتب يشعر منذ البداية أن قدره أن يصبح كاتب ، فيقرأ و بتأمل ، فالكاتب بلا قراءة لن يصبح كاتباً ، و بدون جَلَد كذلك لن يصبح كاتباً ، بحيث عليه أن يستمع الى انتقادات الآخرين و أن يكون متطلب و طموح ، متشدد و قاسي على نفسه فيما يكتب ، فان لم بفعل ذلك لن تتحقق طموحاته. الا أن الانسان يجب لا يصل الى مرحلة الرضى عن نفسه ، ربما يصل الى مرحلة يدرك بها أسرار اللعبة  و يصبح أكثر خبرة في حقله ، و المبدع بحاجة الى وقت طويل لتتبلور شخصيته ، الا أنه حقيقة لا يصل الى شيء .


أوقات فراغ

لا يجد محمود وقت فراغ ، فعندما تترك أنامله الكتابة ينشغل في القراءة ،غهو يؤكد أن قراءة الكاتب تختلف عن قراءة الانسان العادي ، فالكاتب عليه أن يحلل و يمعن في بناءات العمل الأدبي ، ليرى ما لا يراه القارئ العادي.


 قاب قوسين ، أول صحيفة الكترونية أردنية

  الفضاء الالكتروني هو قدر الصحافة ، و لأن محمود قدر ذلك ، أنشأ قاب قوسين بعد تشجيع من أولاده ، و تعتبر قاب قوسين أول صحيفة الكترونية ،وقد صدرت لأول مرة يوم 10/10/2010وأنه كان من دوافع الإصدارعنده ملء الفراغ بعد التقاعد، وذلك لغياب أي منبر ثقافي الكتروني في الأردن آنذاك.
   و يعتبر الريماوي الصحيفة الالكترونية ذات كلفة أقل من الورقية و تصل الى أكبر عدد ممكن من القراء ، الا أنها تتطلب منه مجهود كبير ، للاشراف عى المواد المطروحة وتدقيقها .
 و قد اختار اسم قاب قوسين لاعطاء الحرية للقارئ ، بحيث أن القارئ لن يكون عنده أي فكرة مسبقة عن العنوان الذي لا يرتبط بأي خلفية
.


حروفه الورقية

و سلسلة مؤلفات الكاتب محمود الريماوي تشمل ما يلي :
العرى في صحراء ليلته (قصص قصيرة) وزارة الثقافة والإعلام بغداد 1972.
الجرح الشمالي (قصص قصيرة) د. ابن رشد، بيروت، 1980.
كوكب تفاح وأملاح (قصص قصيرة) دار الكرمل، عمان 1987.
ضرب بطيء على طبل صغير (قصص قصيرة) دار الثقافة الجديدة، القاهرة 1990.
غرباء (قصص) وزارة الثقافة/ عمان 1993.
أخوة وحيدون (نصوص) دارأزمنة، عمان، 1995.
لقطار (قصص قصيرة) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، عمان 1996.
كل ما في الأمر (نصوص) دار الأزمنة، عمان، 2000.
شمل العائلة (قصص قصيرة) المجلس الأعلى للثقافة والفنون، القاهرة، 2000.
الاعمال القصصية الكاملة (وزارة الثقافة، عمان، 2002.
لقاء لم يتم (مختار قصصية) أمانة عمان الكبرى، 2002.
اضافة الى عودة عرار و هي روايته الجديدة و المعتبرة ثمرة مشروع التفرغ الأدبي و لم تنشر بعد في الأسواق.



و هنا تنتهي حروفنا التي نثرها الكاتب محمود الريماوي باهداءات قدمها الى القراء ..
 القارئ العربي : "أتمنى أن تكون شبيهاً للقارئ في الدول المتقدمة الـ
ذي يقضي وقته بالقراءة حتى في السفر "



الرجل العربي:"رجولتك تصبح منقوصة حين يكون حلمك استعباد النساء أو النظر اليهم نظرة دونية".

 الصحفيين: "الصحافة مهنة البحث من الحقيقة ، عليك أن تمارس الدقة".

No comments:

Post a Comment