مقال : مطلوب العرب !
نيسان-انوار شحاده
أثناء تجوالي في أحد شوارع
العاصمة ، رأيت بوسترات و صور أحد مشتركي برنامج Arab Idol محبوب العرب فتيات و شبان يحملون صوره ، و أطفال يحملون شعارات مختلفة ، "محمد
عساف بطلنا !" و "صاروخ غزة عساف"
و ما الى ذلك من هتافات مكتوبة ، ابتسمت و أمضيت طريقي ، لكن لفت انتباهي أقوال
متناثرة هنا و هناك من ماري طريق ، و توقفت لأسمع فضولًا لا تجسسًا ، فكان منها
"مكيفيين عليه ، شوف بلدو بشو و هو بشو" .. "مفكرين الله رح ينصرو ،
غزة بتموت و هو بغني" ..وينك يا حماس عن عساف" .. كل هذه الأقوال و غيرها
فجرت عندي حمى السؤال ، هل عساف اسرائيلي؟ أم أنه كافر؟!
حقيقةً أنا لم أعتد أن أتابع هذا البرنامج ، و لكنني بعد ابتدائه بفترة ، و كلام الناس عن المتسابق محمد عساف ، دفعني للبحث عنه عبر الـ YouTube ، وحقاً لديه صوت طربي حساس ، حاله كحال متسابقين أخرين في هذا البرنامج، كفرح يوسف و عبد
الكريم حمدان و أحمد جمال . في قولي هذا لا أقدم حملة دعائية للتصويت للمتسابق هذا
أو ذاك ، لكنني أفكر بطريقة جدية بما قاله أولئك مع احترامي لرأيهم ، الا أنني أتساءل
ألا يحق للعربي أن يحلم و يحاول تحقيق أحلامه ؟ أليس بشراًمن احاسيس ؟ ألا يحق له أن
يهرب من سلسلة الحروب الفظيعة التي شهدها طيلة حياته ؟ كل هذه الاستفهامات و غيرها
تستحق التأمل بها قليلاً ، و لا ينطبق
الأمر على الفلسطيني عساف ، بل على السوريين فرح و عبد الكريم و عن الوضع السوري
القائم ، الذي لا يؤهلهما للغناء!
لم تكن أحلام عساف و انتقاله من غزة الى مصر للاشتراك في البرنامج عبثًا و مضيعةً للوقت ، فالاصرار على التألق و النجاح متقدان من عينيه و عمل على صوته كثيرًا ليصل الى ما هو عليه الآن ، و أظن أنه سيفعل المزيد ليحصل على لقب محبوب العرب ، حاله كحال الكثيرين من المطربين العرب ، الذين نسمعهم عندما نحتاج الى تفجر ملكات الاحساس لدينا ، و بعد انتهائنا من أكوام الحنين و الحب المتراكمة ، نشتمهم لحرمة ما يدندنون به و ننسى أننا كنا نهز رؤسنا طربًا بما نسمع قبل حين!
ما يثير السخرية حقًا
ليس اشتراك عساف في برنامج محبوب العرب ، بل أقوال و أفعال بعض السياسيين الفلسطينيين
، كسلام فياض الذي دعا الى توحيد الصف الفلسطيني للتصويت لعساف ، الأمر الذي جعل كل
من يقرأ نداءه الفيسبوكي يضحك من أعماقه و يقول أين كان توحيد الصف منذ ظهور معالم
التفرقة الحزبية و السياسية بين الفلسطينيين. و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل قام الرئيس محمود عباس بتقديم دعمه لعساف ، بينما رفض مقابلة والدة الأسير الفلسطيني سامر
العيساوي و طلب منها أن تطلب من ابنها أن يوقف الاضراب عن الطعام !
يحتاج العربي الى طائرة فرح ، تنقله الى محطات راحة من العذاب النفسي و التوترات و الحروب المدمرة التي يعيشها كل يوم ، فلا تستكثروا عليه أياً كان بلده أو موطنه .
No comments:
Post a Comment